عاممقالات

عذراً ماسبيرو 






بقلم: دينا شرف الدين 

عذراً ماسبيرو 
فكلما تجولت بين القنوات الفضائية التي أصبحت لا تعد و لا تحصي عادة ما أتوقف عند قنوات التليفزيون المصري غير مصدقة عينيّ مما أرى وكأنني إذ فجأةً امتطيت آلة الزمن لتعود بي عشرين سنة على الأقل للماضي ! 
أولاً : أود أن أؤكد أنني لا أكتب مقالي هذا من باب السخرية أو الاستخفاف بهذا الصرح العريق الذي كان يوماً ليس ببعيد قبلة للمبدعين والباحثين عن الظهور والتميز من كافة أنحاء الوطن العربي، لكنه وبكل أسف لم يعد ،، فقد تبدل الحال إلى آخر على النقيض منه تماماً شكلاً و موضوعاً ! 
ثانياً : أتوجه بنداء عاجل لكل القائمين على إدارة هذا المبنى العتيق لضرورة الاستفاقة السريعة من هذه الغفلة العميقة التي أودت بتاريخ وأهمية ومكانة هذا الصرح الكبير لتقفذف به إلي ذيل قائمة الأهمية ! 
سمعنا مؤخراً عن بعض قرارات صارمة قد اتخذتها رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون الإعلامية الكبيرة صفاء حجازي 
و لكن !! 
مع كامل احترامي و تقديري للسيدة الفاضلة ، فقد كانت أبرز هذه القرارات هي إيقاف عدد من المذيعات البدينات ومنحهن مهلة مدتها شهر للتخلص من الوزن الزائد ! 
عزيزتي : ليتها كانت مشكلة زيادة وزن المذيعات فحسب ! 
لكنها أكبر وأعمق من ذلك بكثير ، نحن نرى مقدمات البرامج بشكل لا يليق على الإطلاق من ملابس لماكياج لألوان شعر لأداء تقليدي مقولب منذ عشرات السنوات ، فأصبحن حقاً مذيعات من زمن فات ! 
و ذلك لأسباب لا أجد لها مبررات منطقية ، فعندما نتجول بين قنوات التليفزيون المصري بما فيها قنوات النيل المتخصصة ، نرى صورة عقيمة قديمة بتقنيات عفا عليها الزمن ، في حين انطلقت عشرات بل مئات القنوات الخاصة بسرعة الصاروخ بتقتيات حديثة و كفاءات عالية تكاد تكون كلها وارد مبني الإذاعة و التليفزيون المصري ! 
إذن : من المتسبب في هذا التراجع في الصورة ككل ؟ 
فإذا كان المبني يورد مثل هذه الكفاءات و الخبرات العالية إلي قنوات جديدة تنطلق بسرعة فائقة بسواعد هؤلاء ، فلم لا تُستغل تلك الكفاءات و يتم توجيهها و إدارتها جيداً لتقدم أفضل ما عندها وتنهض بهذا الكيان المتهاوي ليتخذ مكانته المفترضة بين سيل القنوات الجديدة وخاصة غير المصرية والتي يتعمد بعضها الإساءة بكل وسيلة لمصر ومبدعيها وفنانيها وقنواتها ، وللأسف تتخذ من اسم مصر عنواناً لها!! 
نهاية : لا يصح إلا الصحيح ، فلابد من القيام بعدة إجراءات طارئة لنسف هذا الشكل و المضمون التقليدي ، 
أولها : استدعاء كافة الأسماء الشهيرة التي تركت التليفزيون في إجازات مفتوحة لتبني وتعلي من قيمة قنوات أخرى خاصة مصرية وعربية . 
ثانياً : إعادة تدريب المذيعين والمذيعات بما يتناسب وتطورات العصر والصورة الحديثة . 
ثالثاً : التخلص من بعض الموظفين الذين يشكلون عبئاً مادياً ولا فائدة من وجودهم علي الإطلاق و تعويضهم تعويضاً مادياً لائقاً . 
وأخيراً وهذا هو الأهم : 
البحث عن مجموعة الفسدة والمنتفعين الذين يعد بقاء الحال على ما هو عليه ضمانة لاستمرار مكاسبهم غير المقطوعة و لا المشروعة ! 
أرجو أن تصل ندائءتي لأسماع السادة المسئولين 
اللهم بلغت .. اللهم فاشهد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock