شعر وحكايات

الخائنة أمينة المفتي الحلقة الثامنة. “عميلة الموساد”

حكاية أشهر وأخطر جاسوسة عربية للموساد

كتب/خطاب معوض خطاب
بعد ما حدث لزوجها شعرت أمينة المفتي التي أصبح اسمها آني موشيه بيراد أن وجودها في إسرائيل لم يعد له سبب، فقد كان هو كل حياتها، لذلك قدمت طلبا للسلطات الإسرائيلية ليسمحوا لها بالسفر إلى سوريا ولبنان لتقصي أخبار زوجها موشيه بيراد والبحث عن خيوط أمل توصلها إليه، فهي في قرارة نفسها تشعر أنه ما زال حيا، فربما أصيب ووقع في الأسر، وربما سقطت طائرته في منطقة نائية وهو موجود حاليا يصارع من أجل البقاء، لذلك كله طلبت وألحت في الطلب ليسمحوا لها بالسفر والبحث عنه.

وكان عليها أن تعود إلى فيينا مرة أخرى قبل أن تبدأ رحلتها إلى سوريا ولبنان للبحث عن زوجها المفقود، وقامت بإخبار أسرة زوجها بأنها عزمت على السفر والبحث عنه، وفي نفس الوقت اتصلت بصاحبة المسكن القديم الذي كانت تقيم به في فيينا وطلبت منها أن تخبر أي أحد من أسرتها يأتي ويسأل عنها بأنها هاجرت إلى مدينة ريو دي جانيرو عاصمة البرازيل، وأنها استقرت وتعمل هناك وأنها قد استقام لها الحال في أمريكا اللاتينية.

وفي يوم 19 أبريل سنة 1973 سافرت أمينة المفتي إلى دمشق بجواز سفرها القديم، وهناك نزلت في فندق الشرق، ولكنها وجدت شوارع دمشق في ذلك الوقت تموج بعشرات من رجال الأمن والمخابرات فأصيبت بالرعب، وهي بالطبع لم تعرف السبب في ذلك، فقد كانت هذه القوات تؤمن دمشق لأن سوريا في ذلك الوقت كانت تستعد لحرب أكتوبر والتي شنها الجيشان المصري والسوري ضد إسرائيل بعد زيارتها بأشهر معدودة، ولم تقم أمينة المفتي بسؤال أي أحد عن زوجها، بل اكتفت بالقيام بجولة في عدة أماكن مثل المسجد الأموي بدمشق ومدينة الغوطة وساحة المرجة والزبداني وغيرها.

وبعد ذلك سافرت أمينة المفتي إلى بيروت والتي تجولت فيها بحرية تامة ودون حذر أو خوف، فقد كانت بيروت في ذلك الوقت ساحة للتحرر والانفتاح، وتعرفت هناك بامرأة أردنية الأصل تمتلك محلا للملابس اسمها “خديجة زهران”، وزارت أمينة المفتي عددا من مراكز تجمع الفلسطينيين في بيروت وحاولت مصادقتهم بغية معرفة مصير زوجها عن طريقهم، لكن باءت جميع محاولاتها بالفشل، فلم تصل إلى أي معلومة تفيدها في معرفة مصير زوجها المفقود.

وهكذا عادت أمينة المفتي تجر أذيال الخيبة إلى فيينا دون معرفة أي شيء عن زوجها المفقود، وبينما هي في حزنها ويأسها إذ بثلاثة رجال من السلطات الإسرائيلية هبطوا عليها بفيينا وأخبروها بأنهم أتوها ليخبروها بإرثها عن زوجها وأنها أصبحت تمتلك وحدها نصف مليون دولار، ثم طلبوا منها التعاون معهم حتى يستطيعوا جلب أي أخبار عن زوجها موشيه، وحاولوا التأثير عليها بتذكيرها بمأساتها بفقدها لزوجها، وركزوا أكثر على حاجتها للمال وكراهيتها للعرب، فوافقت على الفور دون أدنى مقاومة أو استفسار، فقد كانت أمينة المفتي مستعدة للتعاون مع الإسرائيليين كراهية في العرب فقط ودون أي مغريات.

وهكذا بدأوا يعدون أمينة المفتي لتكون عميلة للموساد، فأعدوا لها دورة تدريبية مكثفة استغرقت شهورا، وتعلمت خلالها كل طرق وأساليب التجسس المختلفة من تصوير وتشفير والتقاط الأخبار والتمييز بين الأسلحة واستخدامها، وكيفية الالتزام بالحس الأمني، كما علموها كيفية تحميض الأفلام والهروب من المراقبة وكيفية تخزين الأرقام والمعلومات، وكان أهم شيء دربوها عليه هو كيفية استخدامها للجنس والإغواء بقصد جلب الأسرار والأخبار لا بقصد المتعة.
وهكذا تم إعداد الجاسوسة أمينة المفتي للذهاب إلى بيروت مرة أخرى، ولكنها لم تكن بقصد البحث عن زوجها مثل رحلتها الأولى، بل كانت رحلتها هذه المرة بقصد الانتقام لزوجها.

فهل ستنجح أمينة المفتي في مسعاها ذلك، وماذا ستفعل في بيروت هذه المرة، هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله فانتظرونا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock