كتب محمد علي
و كم من حكايات تبدأ بحلم و تنتهى بحقيقة ، كما هى حكايتنا اليوم و أسمحوا لي أن أتحدث باللغه المصرية العامية ، فأنا أتوجه بهذة القصة إلى شباب مصر العظيم ، لأنها قصة شاب مصري مثلهم لكنه عاش أيام أمجاد المصريين و كان من الذين ساهموا و شاركوا بها ..
تعالوا أحكي لكم حدوتة مش خيالية و لا هألفها و حلوة مش ملتوتة ، حكاية من حكايات جدودنا حكاية من تاريخنا ، عن أمير فرعوني وسيم و حكيم أسمه الأمير تحتمس إبن الأسرة الثامنة عشر ، تحتمس الرابع الفرعون العظيم إبن إمنحتب الثاني و الملكة تي و كانوا خمس إخوات لكن تحتمس كان غير ، كانوا بيتخانقوا على الحكم و ورث أبوهم الكبير، و كان إمنحتب و تي بيحبوا إبنهم تحتمس و بيثقوا فيه …
خايفين من جنون و طمع ولادهم الباقين ، لكن زي ما قلتلكم تحتمس كان غير ، كان حالم و صبور كان ساعي فى السلام و الخير ، كان سايبلهم الخناق و الصراعات و كل يوم يروح هو يصطاد من النيل جمب أهرامات جدوده و أبو الهول العظيم ..
زعلان عليه عشان جسمه مدفون بالتراب مهمل و متروك، بعد ما كانت تجيله الناس من أخر البلاد ، و فيوم من الأيام عند هضبة الأهرام على هضبة الجيزة كان المعاد ، تعب الأمير من الصيد و من التفكير ، كان مهموم و حزين و خايف على مصر من غدر الزمان اللئيم ، إستظل من حرارة الشمس و فى حضن أبو الهول و فى دقايق معدوده كان راح فالنوم ، حلم حلم عجيب و غريب شاف أبو الهول بيكلمه هو بالتحديد
و بيقول أنه أختاره عشان يكون فرعون مصر الجديد …
سمعه بيقوله ..
” ” أنظر إلي وتمعنني يا بني تحتمس إنني أباك “حوريم” أخ رع , سوف أعطيك عرش البلاد والعائشين …
وتذكر … فحالي هذا كحال من أصابه المرض وقد (تآكلت كل أطرافي) وأصبحت الرمال التي أنا واقف عليها الآن تهددني، من أجل أن تقوم أنت بعمل ما يجول في قلبي
بعد أن مللت في انتظار طويل “”
صحي الأمير تحتمس مستغرب خايف مذهول ، رجع و حكى لأبوه عن حلمه و حكايته
فقال له جملته الشهيرة ” إن روح مصر الكامنه هى من تختار حاكمها “، و أعلن أمنحتب أنه تحتمس هو وريثه فى العرش و الحكم ، و الناس كلها عرفت حكاية رؤية تحتمس و حديثة مع أبو الهول ، و بعد فترة بسيطة مات الملك إمنحتب و تولى تحتمس إدارة شؤون البلاد و العباد ، و كانت مصر تعاني من عشرات الأزمات ، و فى نبوع البلاد قامت و أشتعلت الثوارات ، و تكالب علي مصر الاعداء و خذلوها الأصدقاء …
لكن تحتمس كان على قدر الحدث و الإبتلاء وصل بجيوشه لحد بغداد و نزل حرر النوبه من الأوغاد ، عمر و زرع أبتكر حلول لكل المشكلات ، عمل تحالف مع بلاد الشام و أتجوز بنت أمير بلاد متنى، بلاد ما بين النهرين و فتح خطوط للتبادل التجاري و تجارة الأخشاب ، و قام ببناء سفينة أمون المقدسة أكبر سفينة عرفها الكون فوقتها، قام بتطوير معبد الكرنك و أضاف عليه الكثير من الجمال ، و طبعاً منسيش مكانه إللي بيحبه و رجع عشان ينفذ وعده و عهده ، رجع أبو الهول من تانى لعظمته و مجده ، بنا حواليه السور و وضع أعظم تذكار بين قدمي أبو الهول لازم نفكر بيه الناس و نتذكره بيه اليوم ..
” لوحة الحلم “
إللي حكى عليها حكايته مع أبو الهول و كانت دليل على صدق القول …
” ” الآن قد بان تمثال “خبري” العظيم أبو الهول القائم في هذا المكان، شائع الصيت ، المقدس المحترن ، يلقي عليه رع الظلال .ممفيس وكل مدينة على جانبيها قد أتت إليه ، ترفع أيديها تبجيلا له، وتقدم القرابين الغنية لروحه إذ حدث ذات يوم أن مر الأمير تحتمس أثناء الظهيرة واستراح تحت ظل هذا حارس الأمين ، نام وحلم وكانت الشمس في وسط السماء. ورآي صاحب الجلالة هذا الرمز النبيل يتحدث إليه بفمه مثلما يحدث أب ابنه قائلا : ” أنظر إلي، وتمعنني يا بني تحتمس. إنني أباك “حوريم” أخ رع سوف أعطيك عرش البلاد والعائشين…. وتذكر، فحالي هذا كحال من أصابه المرض، وقد (تآكلت كل أطرافي). وأصبحت الرمال التي أنا واقف عليها الآن تهددني، من أجل أن تقوم أنت بعمل ما يجول في قلبي بعد أن مللت انتظار طويل “
و فضل حكم تحتمس 9 سنين و 8 شهور و كان له أولاد خليفته أمنحوتب الثالث و ثلاثة من الذكور تحتمس وأمنمأبت وأمنمحات، وأنجب تسعة من البنات لكن للأسف كان لسه صغير و مات ، و هو لسه فى الثلاثينات لكنه ساب لنا قصة عظيمة عن حلم عايش حتى لو هو مات …
و توتة توتة خلصت الحدوتة حلوة و لا ملتوتة ، و دى كانوا بيقلوها جدودنا الفراعنة لولادهم ، لما يحكوا و يخلصوا الحدوته
