عاممقالات

هل اِقّتَرَّبَتْ الحــرب العالميــة الثالثـــة؟



نشبت شرارة الحرب العالمية الأولى في أوروبا في 28 يوليو 1914م، وانتهت في 11 نوفمبر 1918م، بسبب الأزمة الدبلوماسية بين النمسا، وصربيا على خلفية مقتل ولي العهد النمساوي على أيدي طالب صربي في سراييفو؛ ولم يتوقع أحدْ أن يقود ذلك الحدث الصغير، البعيد عن العواصم الغربية، والعربية، إلى تلك الحرب العالمية المجنونة والمذابح التي راح ضحيتها الملايين من البشر!؛ لكنها السياسة القذرة، وغياب المسؤولية، والسادية عند بعض الزعماء، والقادة؛ وما اشبه اليوم بالأمس!؛ ولقد اندلعت شرارة الحرب العالمية الثانية عام 1939م، بسبب قيام ألمانيا بغزو بولندا في الأول من شهر سبتمبر، إضافةً إلى إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في 3 سبتمبر 1939م، من بين الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب العالمية الثانية كانت الفاشيّة الإيطاليّة في عشرينيات القرن الماضي، والعسكرة اليابانية وغزو الصين في ثلاثينيّات القرن العشرين، وانتهت تلك الحرب المسعورة عام 1945م. هل يشهد العالم حربا عالمية ثالثة، ومن أين تندلع شراراتها؟؟ سؤال صغير في حجمهٍ كبير جدًا في معناهُ ومغزاه، ويحتاج لقراءة مُعمقة، وبحث كبير لاستنباط العديد من القرائن والأدلة، والبراهين للإجابة عليه؛ ونقول كل شيء في الُدنيا ممكن، ووُارد أن يقع، وخاصة، ونحن نعيش في الألفية الثالثة، والعالم من حولنا يغلي بسبب صراعات، ونزاعات، وفتن، ومشاكل بعضُها مصطنع، وخلافات ليس لها حّدْ، ولا أول، ولا آخر!؛ واعتبر بعض الباحثين والساسة، أن الحرب الباردة كانت “حربًا عالميةً ثالثة” لأنها كانت على مستوى عالمي من قبل متحاربين بالوكالة عن الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي من جهة، والاتحاد السوفياتي، وحلف وارسو من جهة أخرى؛ ولكنها لم تقع حرب عسكرية، ونووية فعلية، ولكننا اليوم نري ارهاصات أزمة اقتصاديــة عـالمية بدأت تلوح معالمُها في الأفُق، ومن المتوقع أن تؤدي لركود اقتصادي تضخمــي، ومن ثُم تتحول الصراعات الثنائية التقنية، والتجـارية، والاقتصادية، والعسكرية، وحقوق الملكية الفكرية، والمالية، إلى صــراع شامل بين العملاقين، الصين الصاعدة بقوة اقتصادياً عُظمى أُفقيًا، ورأسياً، ومعها روسيا، وما بين الولايات المتحدة، والتي تعصف بها أزمات اقتصادية كبيرة، وعليها مليارات من الديون، ولا تزال تطبع مليارات من أوراق الدولارات بغير أي سند لها من الذهب ليسندها!؛ مما يجعلها أوراق نهايتهُا ستذهب أدراج الرياح، ومن الممكن جداً، أن تجعلها تتفكك مثل الاتحاد السوفيتي السابق!!؛؛ إن هذه الأزمات والصراعات، التي تتسع دائرتها يوماً بعد يوم أتوقع وخاصة في مناطق صراع ملتهبة في دول البلطيق، وأوكرانيا، وسوريا، أن تكون نهايتها حدوث حرب عالميـة ثالثـة تبدأ شراراتها بين الصين، وحلفائها روسيا، وكوريا الشمالية، وإيران، وأخواتها، ومعهم بعض الدول العربية، والإسلامية، وما بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها كندا، وعصابة الاحتلال الإسرائيلي، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، وبعض الدول العربية، والإسلامية؛ ومناطق الصراع الملتهبة اليوم كثيرة، والتي من المُحتمل أن تندلع شرارة الحرب العالمية الثالثة منها: هي سوريا، وبحر جنوبي الصين، بسبب المواجهات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين؛ ومن المناطق المحتمل انفجار حرب عالمية ثالثة منها وبسببها أوكرانيا، والخليج العربي، وإيران، وشبه الجزيرة الكورية، وكذلك الصراع المحتدم بين الدول الكبرى في سوريا، والتي تعوم في باطن أرضها كنوز أغلي من الذهب، كما أن روسيا لن تسمح للولايات المتحدة بالسيطرة علي دول البلطيق، وأوكرانيا، ولا يزال الدُب الروسي يسعي للاستيلاء والسيطرة على أوكرانيا ودول البلطيق، وبولندا، والتي توجد فيها قوات الانتشار السريع، ومستودعات المركبات المدرعة، وأنظمة الدفاع الصاروخي التابعة لحلف شمال الأطلسي( الناتو)، الذي يتشكل من ثلاث قوى رئيسية هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا؛؛ يمكن أن يطلق شرارة الحرب العالمية الثالثة؛ وقد ينشأ الاحتكاك مع قاذفات القنابل الروسية قرب حدود الناتو البحرية، أو في أجواء سوريا، وتركيا، أو ربما احتكاك بحري بين السفن الأمريكية واليابانية من ناحية، والسفن الصينية، والروسية من ناحية أخرى، أو بين كوريا الشمالية وأمريكا، واليابان…إلخ. إن القوة العسكرية الروسية، بأقصى قدراتها، تعزز مواقعها من أوكرانيا إلى دول البلطيق، ومن سوريا إلى الشرق الأوسط بأكمله، والمجال الجوي السوري اليوم يعُجْ بطائرات حربية للدول العُظمى؛؛ واليوم تتزايد احتمالات اندلاع الحرب العالمية الثالثة، فالأجواء السائدة في عالمنا اليوم، تشبه تلك التي سبقت اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية، وخاصة مع وجود قادة دول نووية سُفهاء، وطُغاة؛ لا أتمني حدوث تلك الحرب العالمية الثالثة؛ ولكنني أعتقد جازمًا أنها ستقع لا محالة!؛ ولن تكون طويلة لآنها ستكون بأسلحة تدميرية رهيبة من صنع شياطين الإنس وبقوة تدميرية عظيمة في زمن قصير، نسأل الله السلامة لأمتنا العربية، والإسلامية، وأن لا تكون المفعول بها، ووقوداً لتلك الحرب الشيطانية المسعورة والمجنونة، والصاعقة. 
الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والاسلامي 
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل 
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين 
رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً
عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، والاتحاد الدولي للصحفيين
عضو في اتحاد الأدباء والكتاب والمدربين العرب 
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية
dr.jamalnahel@gmail.com


مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock