عام

العائد من الحُلم


ثروت بديع
من الغريب فعلاً أن يجد نفسه أسير المروج الخضراء والأشجار وصفوف من النخيل تحجب عنه بطريقة منظمة أجزاء غدير تداعبه قطرات المطر من حين لحين.
يشعر وكأنه يحيى فى لوحة فنية مرسومة بشعاع هذا البدر المكتمل الذى يطل على مشتل ذاك البستان مبتسماً .
يتعجب هذا المنتشى المتجول على الشاطىء الذهبى من فتاة خمرية الوجنتين تنادية بعيون تدعي الحياء وتفضحها الرغبة فى عناقه . 
يسرع الخطي ليجد أحلامه محفورة على شاطىء العشق بين أشجار برتقالية اللون والثمار تبتسم لحملان يداعبها النوم وتتساقط حبات التمر الذهبية لتنبهه وتطرد منه الدهشة. يلتفت فيجد كورس من الفرسان ينشد نشيد الترحاب فى خجل يتقاسم و وجناتهم لون التمر الأحمر.
على الجانب الأخر من الغدير..
عيون جنية النهر ترسل له إستغاثة ودعوة مخطوطة بخطوط الشوق. يقع فى نار الأختيار بين الإنسية والجنية..يهرب ممتطياً شعاع البدر وذاده رحيق البساتين لم يعد يتعجل الغد عشق الطريق.
يبنى قصراُ من جلد الغزلان على ضفاف ضوء نجم مخملى ويجدل من ضفائر الجنية كوخ حريري ومن وجنتي الإنسية ثوب فرح لحياته المقبلة .
ولأن الأحلام مرهم ليلي تذيبه حرارة الحقيقة وصهد النهار ، فجأة يغيب البدر وتهرب النجوم وتتساقط حبات التمرضاحكة على جبينه مداعبة إياه ليغادر الحلم منتشيأ معطرأ ببهجة البستان وضياء البدر ترافقه حتى فى النهار ويفيق…. .
يفيق الشاب الباحث عن سكن بسيط للزواج يجده على جانب لمجري صرف صحى مكشوف يفيق وقد أصابته الرائحة بإختناق وحبات البرتقال سقطت من كيس كان أحضره ترضية لصاحب المنزل الجديد.. يلقى بحبات البرتقال فى المجرى يرفض السكن والحياة فى هذا المكان ويلعن من أعطاه عنوان هذا الحي الميت، يرفض قكرة الزواج ….
يعود للحلم ويسرع بمغادرة هذا المكان قبل أن يعتاد الإختناق..
مدير قسم الأدب والشعر

علا السنجري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock