عام

لماذا الرجل بخيل المشاعر


لماذا الرجل بخيل المشاعر




بقلم داليا طه


الرجل بخيل المشاعر



من الصعوبة أن يعترف الرجل بخيل المشاعر عن حبه ، ففي اعتقاده ان الحب والرومانسيه عكس رجولته، فالبعض يشعر أنها ضعف، والآخر يشعر يكفي أنه تزوج !
ومابين الحقيقتين تضيع المرأه وتذبل، وتفقد الاهتمام بنفسها ومن حولها، ولا يقف الموضوع عند هذا، بل قد يكون تفكك الأسرة والخيانة، والاستجابة لرجل آخر، إحدى اسباب إثبات المرأة لنفسها وجودها وأنها مرغوبه من رجل ، يستطيع أن يقتحم حياتها بكلمات هي في أشد الحاجة إليها من زوجها .

حلم في فيلم 

اصعب إحساس عندما ترسم حياتك، واحلامك على قصص افلام عربيه قديمه ، وتعتقد انها ستلتقي باحد ابطالها ، يا رشدي اباظه بوسامته ومشاعره الجياشه، او حسن يوسف الشاب الروش ابو دم خفيف ، يااحمد مظهر الجنتل مان الرومانسي اللى كل تصرفاته رقي مع المرأة. 

إقرأ أيضا

 عزوف الشباب عن الزواج

*مرحلة التنقل بين الطفولة والشباب 

وتبدأ هذه الأحلام من الطفولة ومع بداية إدراكنا، في فترة المراهقة اننا اصبحنا بنات كبار، نستطيع ان نحب ويبادلنا الآخر الحب، وتبدأ قصتنا مع كل فيلم نشاهده ، و تتقمص مره دور شادية ودور فاتن حمامه او ماجده صاحبة الرومانسيه الجياشة ” تقولها قوم وانا أقعد مطرحك” . 

*ما لا يظهره الواقع لنا

ومع كل هذا لا شايفين البيت اللى عايشين فيه ، ولا علاقة بابا وماما ، ولا شايفين قرايبنا ولا جيرانا، لان في اعتقادنا أن كل شخص منهم له قصه حب قريبة من الاسطوره ، واكيد ليها مغامراتها وحكايتها الدرامية، واكيد بيحاولو يخفوها عنا لأن من وجهة نظرهم عيب يعرفونا انهم بيحبوا بعض .

*صدمات الواقع

لكن كل ما بنكبر ونبدأ نفهم ايه اللى بيحصل ، بنتفاجئ بين طفولتنا ومراهقتنا وبين الواقع المظلم، اد ايه كنا فاهمين الدنيا بمنظور ضيق، واد ايه الأفلام ضحكت وداعبت عقول أجيال من الشباب، علشان نصحى على أكبر وهم الرومانسية لها وقت ، واول ما المأذون يكتب يتحول رشدى اباظة الاشكيف اللى يخوف، وتهريج حسن يوسف وضحكته لعشماوى ، وجنتل مان احمد مظهر لواحد لا يعترف بوجود أنثى، والمعاملة كأن اتنين رجاله ، او واحد صحبه .

إقرأ أيضا

 للمتزوجين فقط

لماذا الرجل بخيل المشاعر

*بخل مشاعر الرجل وراثه

الطفل اتعود ان الحضن والطبطبة والقبلات، شئ عيب لأنه ولد والولد ماينفعش معاه كده ، كنوع من التربية الصارمة لجعله رجل ، فيبدأ في كبت مشاعره وإحساسه في الفرح والحزن ، يعنى ماينفعش يعيط لأنه راجل ، ماينفعش يحتاج حضن لأنه عيب، وكلمة عيب هى الكلمة الأساسية ليتحول من طفل مدلل لرجل. 
رؤيته لوالده طول الوقت ما بين الأوامر والمشاعر الجافه والعيب ، هو الأساس في الحياة الاسريه، فلا يرى ذلك مع والدته التى تحاول بشتى الطرق ان تعطى كل شئ لزوجها وأولادها، كأنه فرض أساسي عليها كل ذلك مع عدم قول كلمة شكر او عرفان او هديه او الاهتمام بها والترويج عنها ، من مجالستها والضحك معها، ومشاركتها ما تحب من هواية أو التجول فقط لمتعتها، فالمرأة تواجدها لاسباب غير هذه المشاعر والاحاسيس .

*صراع الرجل الداخلى مابين اكون او لا أكون

هناك بين الرجل وبين نفسه ، هل يخرج مشاعره وكل ما يشعر به ويكسر ماتوارثه ، أم يكبت مشاعره ماداملا يوجد مشكله انه يتزوج وينجب ويكون اسره بدون كلمه .
وهناك صراع آخر هل اخرج مشاعري لزوجتى وبذلك تتحكم ، وتكون قادره أن تمحي شخصيتى، أم اتجاهل مشاعري نحوها وأظل أنا سيد الموقف وصاحب الكلمة. 

*خيانه وطلاق وموت

تبحث المرأه عن ذاتها في ظل متوارث عن مجتمع ذكوري، ممنوع منعا باتا أن اشعرك بحبي وزى بأمك وجدتك وأمى وجدتى استحملوا، فده فرض عليكى ان تتحملى بخل المشاعر حتى آخر لحظة في حياتك .
أما تستجيب المرأه لكلمات الثناء والحب والاهتمام، بعيدا عن الزوج ،فتبدأ تهتم بنفسها لغير الزوج، لأنها تنتظر ما يحرمها منه زوجها،وهو كلمه حب، وهنا تختلف المرأه العربيه عن الاجنبيه في ذلك ، فهناك الدين الذي يحرم ذلك، وهذه الخاصية بالندم والاحساس بالذنب توجد في المرأة العربية أكثر عن غيرها .
وهناك من لا تستطيع أن تعيش في جو من الجفاء، فتبدأ في محاولات عديده منها للزوج، لكسر هذا الحاجز الذي يكاد ان يفتك بالبيت والأسرة، في محاولات عدة لتدخل الأهل، وأخذ رأي الشيوخ وولى الأمر، والبعض الآخر يذهب لدكاترة نفسيين والبعض يذهب لدكاتره التنمية البشرية، للوصول للحل الأمثل قبل كلمة الطلاق 

أصعب شئ على المرأه هو الطلاق في المجتمع العربي .

*وهناك أسئلة تحاورها المرأة ضحية لبخل الرجل 
.هل لاتفكر في تشتت أسرتها؟
.هل يعلم نجاح أسرته متوقف على كلمة مشاعر منه ؟
.هل ستتزوج مع أول كلمة حب بعد الطلاق ؟
.هل أولادي يغفرون لي؟
.هل طلاقي بسبب بخل مشاعره وصمة عار ؟
.هل المجتمع الذكوري سيرحمني؟
.هل يوجد مجازفة أخرى لمشاعري؟
.هل صدمة الطلاق يجعله ينطق بما يخفيه؟
*رأى الدين في الرجل بخيل المشاعر
فلنعترف تماما أن القرآن والأديان السماوية كرمت المرأة، فهى ليست نصف المجتمع فقط، بل هى الأم والزوجه والإبنه والحبيبة والمربية ، فالكون كله هي محوره وحتى تعطي المرأة كل شئ بحب وإحساس، ولذلك هناك سورة كاملة في القرآن لها وهي( سورة النساء ) لمناقشة حقوق وواجبات المرأة، والبعد عن زمن الجاهلية والتعامل معها وكأنها وصمة عار أو جارية .
حتى هناك بعض الآيات لعقابها حين تخطئ او تشيز ولكن ليس عقاب مؤذي لها ولكرامتها، وهناك آيات تبين أن قيام الأسرة على المودة والرحمة، ليكون أسرة سليمه ومجتمع صحي بعيدا عن الحرمان او العقد .
كما أن رسول الله في خطبة الوداع قبل وفاته ، ذكر أن يستوصوا بالنساء خيرا ، ولكم في رسول الله أسوة حسنة ، فبدل التوارث عن الآباء والاجداد موروث بخل المشاعر، اقتدوا برسول الله ومعاملته لأهل بيته، فاظهار الموده والرحمه والحب لهم والبعد عن بخل المشاعر سينشئ جيل سوي قادر على تخطي كل العقبات. تابعونا دائما علي موقع سحر الحياة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock