كتب بشار الحريري
كلمة السلام مطلقة فهي شاملة لكل شيء من المخلوقات الإنس و الجن و حتى الحيوانات و النباتات و الجمادات ..
لذلك لا وجود لسلام إنساني و آخر غير إنساني بالمفهوم المخالف لمفهوم السلام الإنساني ..
لذلك نجد أن راشدة السلام في ديننا الحنيف السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جاءت مطلقة و بالتالي هي القاعدة في التأصيل فيما يتعلق بالسلام ..
و هذا يتفق تماما مع واقع الحال ..
لاحظوا معي واقع الحروب حيث الحرب هي على تضاد مع السلام ..
فإذا نشبت الحرب فإنها لا تميز بين إنسان و حيوان و نبات …الخ فهي تحصد الأخضر و اليابس ، المتحرك و الجماد ..
تفتك بالإنسان و غيره من المخلوقات الأخرى كالحيوانات و الطيور و الشجر فضلا عن الحجر المتمثل بالأبنية الحديثة من سكن و مقرات و دوائر و الأثار القديمة من أبنية و أعمدة و مسارح و حتى المنقوشات على الحجارة من كتابات بلغات قديمة لم تسلم …
و العكس صحيح تماما .. ففي المجتمعات المستقرة و الآمنة البعيدة عن الحروب ترى الإنسان ينعم بالهدوء و الطمأنينة و السكينة و الحياة الرغيدة ، و نفس الشيء ينطبق على المخلوقات الأخرى و النباتات و الجماد تراها تنعم بالطمأنينة و شموخ الحضارات حيث ترى ناطحات السحاب شامخة بكل سكينة و الحيوانات ترتع في مراعيها و الطيور آمنة في عشها و الزهور متفتحة تنثر أريجها و عطرها في كل مكان …
فالسلام في مناطق الحروب عندما يحل يسلم الكل من أثاره المدمرة للإنسان و الحيوان و الشجر و الحجر .